استراتيجيه اللين لإطلاق المشاريع

 

 

مع الركود الذي يلوح في الأفق، تبحث العديد من الشركات وأصحاب المشاريع عن طرق لخفض التكاليف أو تحسين المنتجات والخدمات المقدمة بأقل تكلفة، مع الاستمرار في تقديم نفس الجودة ونفس القيمة للعملاء. سواء كان هناك ركود أم لا، وفي جميع الأحوال، يجب أن يكون هدف أصحاب المشاريع هو تعظيم فعالية أعمالهم وجودتها. لذلك أتكلم في هذا الموضوع عن استراتيجية اللين وكيفية تنفيذها بنجاح من أجل تحسين كفاءة عملك وجودته والقيمة التي تقدمها لعملائك. في النهاية، ستفهم بشكل أفضل ما هي استراتيجية اللين وما يمكن أن تفعله لمشروعك أو شركتك.


 

ما هي استراتيجية اللين؟ وما هي آلية تنفيذها؟


 

استراتيجية اللين هي عبارة عن حلقة واحدة مكونة من ثلاث مراحل. هذه المراحل مرتبطة معًا لأن كل واحدة هي مرحلة تمهيدية للمرحلة التي تليها. تدور هذه المراحل حول ابتكار قيمة، ثم نشرها في الأسواق، ثم قياس الأرقام وتقييمها للحصول على خبرة محددة، ثم تعديل هذه القيمة بناء على الأرقام التي أخذتها؛ وذلك من أجل التحسين مرة ثانية وإعادة الحلقة مرة أخرى. لذلك فإن هذه المراحل بالتحديد هي:

  1. إنتاج
  2. قياس
  3. تعليم


 

استراتيجية اللين والقيمة المقدمة للعميل


 

لتوضيح هذه الاستراتيجية بشكل أفضل فإنني سأقوم بربطها بأداة القيمة، ولكن كيف؟


 

إنك عندما تقوم بإنشاء شيء ما؛ ربما تطرح برنامج أو تطبيق جديد، أو خدمة جديدة، أو حتى منتج. فإن المرحلة التالية هي أنك ستقوم بنشره في الأسواق بسرعة حتى تتبين ردة فعل العملاء. من الذي يشتري المنتج ؟ وما رأيه فيه بعد شرائه؟ وهل هناك ملاحظات أو اقتراحات محددة له في هذا المنتج؟ ما الشيء الذي يحبه العميل في منتجك؟ وما الشيء الذي لا يحبه ولم يعجبه على الإطلاق؟ وهل هناك شيء ما يتمنى العميل أن يتواجد في منتجك؟ كل ذلك وأنا أحدّثك عن قيمة عند عميل محتمل لمنتج تقدمه. لأنه سيقوم بشراء المنتج الأولي منك، ولكن هذا المنتج غير كامل لأنه يتضمن الأشياء الأساسية فقط.


 

بناءًا على ذلك، تبدأ بالتعامل مع رد فعل العميل وتسجيل ملاحظاته على منتجك وآرائه. بعد تجميع هذه الملاحظات، تبدأ بتطويرها في المنتج ثم تطرحه في الأسواق مرة ثانية. ثم تبدأ بأخذ ملاحظات العملاء بعد التطوير، وتبين ردة فعلهم ثم تطوير هذه الملاحظات في المنتج ثم تطرحه مرة أخرى وهكذا، تستمر الدائرة. ولكنها تتوقف عند الوصول إلى معايير محددة قد حددتها لنفسك منذ البداية. على سبيل المثال، إذا وصلت إلى 100 عميل أو نقطة محددة في تطوير منتجك، فإنك تقوم بنشره بقوة في الأسواق بأرقام كبيرة، وتستثمر فيه الكثير كذلك. تسمى هذه المرحلة في استراتيجية اللين بـ "القفزة".


 

لذلك فإنك في هذه الاستراتيجية لا تعتمد على الاختبار الأول للمنتج الذي قمت بطرحه، وذلك لأن الاختبار الأول له لم يوفر لك سوى مؤشر الحياة لمنتجك، فقط لتنهض به وتفكر في تطويره وتختبر ردود أفعال الجمهور وتجمع ملاحظاتهم وتطور المنتج وتطرحه في الأسواق مرة ثانية، إلخ. فكلما قمت بتطوير شيء جديد في منتجك، تبدأ بقياس مدى التحسن، حتى تصل إلى النقطة النهائية وتقفز بالمنتج بقوة في الأسواق.


 

من الكتب القريبة لقلبي والتي أرشحها بشدة لكل صاحب مشروع ناشئ يسعى لتطوير أعماله أو حتى اكتشاف نفسه ومعرفة نقطة قوته؛ أرشح لك هذا الكتاب لمساعدتك على بدء مشروعك والتعرف على نفسك وإمكانياتك التي تحقق لك النجاح:


 

كتاب: (تعرّف على نفسك وأطلق مشروعك التجاري)


 

ختامًا أخي الغالي، أصبحت تعرف كيف يجب أن يكون التركيز على خلق القيمة بدلًا من التكاليف أو أي شيء آخر لدفع النمو في مؤسستك أو شركتك أو حتى نجاح مشروعك، وهذا هو ملخص الاستراتيجية. كلما ركزت على تحسين القيمة المقدمة للعميل، كلما أصبح مشروعك أكثر نجاحًا.