عندما تستعد لتصميم منتج لحل المشكلات أو تقديم خدمة جديدة لتلبية احتياج ما لأشخاص محددين، ستسمع جميع أنواع النصائح والمصطلحات والاقتراحات. إن استخدام نهج التفكير التصميمي سيضمن أنك تفعل كل ما في وسعك لإنشاء وتطوير منتج يتمحور حول الشخص الذي أطلقت المنتج أو الخدمة لأجله. عندما تتعمق معي في فهم هذه الاستراتيجية، ستجد أنها من أجمل الأدوات وأحلاهم في أي مشروع؛ وذلك لأنها من العلوم والأدوات الجديدة التي تم ابتكارها حديثًا، وهي مليئة بالأفكار الإبداعية.
ماذا يعني التفكير التصميمي وما هي هذه الاستراتيجية ومراحلها وآلية تنفيذها؟
التفكير التصميمي هو طريقة للتفكير في تصميم المنتج وتطويره، والتي تأخذ في الاعتبار عوامل متعددة لمعالجة مجموعة من التحديات، والتأكد من أنك ستنشئ وتطلق منتج سيكون فعالًا حقًا. الأمر كله يتعلق بحل المشكلات المعقدة بطريقة تركز على المستهلك واحتياجاته وتوقعاته. وذلك حتى تصمم منتج يوفر حلًا لمشكلة معينة وتضمن مكانته في السوق وتضمن نجاحه. يتكون أي نهج تفكير تصميمي من خمسة مراحل سأسترسل في شرحها أدناه.
المرحلة الأولى: التعاطف
في هذه المرحلة من أي التفكير التصميمي للمنتج، أنت لا تبدأ بقيمة تريد أن تسوق لها مثل الكثير من المشاريع. ولكن بخلاف ذلك، أنت تبحث عن شخص أو عميل يواجه مشكلة محددة. على سبيل المثال، الطالب الفاقد للبصر كيف يعيش حياته الجامعية ويدرس في الجامعة؟ لذلك فإنك تعرّف شريحة محددة من المستهلكين أو العملاء المحتملين، ثم تبدأ بتجربة ما يعيشونه بالفعل بنفسك، وهنا يكمن التعاطف. يمكنك أن ترتدي عدسات تمنعك من الرؤية الجيدة، أو تجلس مع طالب كفيف يدرس وتشاهد بنفسك كيف يدرس. هذا هو صميم التعاطف الذي تبدأ به أي نهج تصميمي لبدء مشروعك أو منتجك. كذلك ربما يكون هناك شخص كبير في السن لديه مشكلة في التنقل، فتجلس معه وتشاهد كيف يتصرف وكيف يعيش ويمارس حياته اليومية.
المرحلة الثانية: تعريف المشكلة
تأتي هذه المرحلة بعد التعاطف مباشرةً، وفيها تبدأ بتحديد المشكلة التي سيعمل المنتج الخاص بك على حلها. ولاحظ هنا أن هذه المرحلة لا يدخل فيها العصف الذهني؛ وذلك لأنك تشاهد بعينك ما هي المشكلة الموجودة بالتحديد، وذلك قد حدث عندما قمت بنفسك بتجربة ما يعيشه المستهلك.
المرحلة الثالثة: ابتكار الأفكار كخطوة أساسية في أي تفكير تصميمي
بعد اختيار مشكلة أو عدة مشكلات، تبدأ في وضعها في إطار واحد. وهنا يبدأ العصف الذهني من أجل ابتكار الأفكار. حيث صار لديك مدخلات تفيد بوجود مشكلة محددة عليك البحث عن حل لها. لذلك تبدأ بابتكار أفكار جديدة كحلول لهذه المشكلة لبحث كل واحدة فيها على حدى ومعرفة أيها هو الأنسب والأفضل لحل المشكلة.
المرحلة الرابعة: إعداد النموذج
بعد أن ابتكرت عدة أفكار بأي طريقة، ولنفترض أنك خرجت بخمسة حلول. فإنك في هذه المرحلة تبدأ بفحص حل واحد من هذه الحلول، وتقوم بعمل نموذج أولي له. قد يكون هذا النموذج الأولي عصا للمكفوفين، أو كرسي لكبار السن، أو كتاب مكتوب ومصمم بطريقة معينة، أو حقيبة تحتوي على ميزة مخصصة للطالب الكفيف.
المرحلة الخامسة: التجربة
في مرحلة التجربة، وبعد أن ابتكرت نموذج أولي لحل المشكلة التي تواجه المستهلك في الشريحة التي تعمل عليها، فإنك تجعله يجرب هذا النموذج الأولي من المنتج او الخدمة التي تقدمها. بعد أن يجرب المستهلك هذا المنتج، سيعطيك ملاحظة. وهنا يمكن ان تعود مرة ثانية لجمع الملاحظات وكتابتها والبدء في البحث عن حلول تطويرية لها، ثم تقوم بعمل نموذج جديد لتجربه مرة أخرى. وهكذا تدور الدائرة حتى تصل إلى الشكل النهائي للمنتج الذي ستطلقه إلى الأسواق. وهذا بالتحديد هو التفكير التصميمي.
وهذا ما قمت بتطبيقه في تاليف كتابي الذي أرشحه بقوة لكل صاحب مشروع ناشئ يسعى لتطوير منتجاته وخدماته أو حتى اكتشاف نفسه ومعرفة كيف يطلق مشروعه التجاري الناجح، حيث سيساعدك هذا الكتاب على بدء مشروعك والانطلاقة التي ستحقق لك النجاح المضمون بإذن الله:
كتاب: (تعرّف على نفسك وأطلق مشروعك التجاري)
في النهاية، يدور التفكير التصميمي حول تقديم تجربة أفضل لعملائك. إنه عبارة عن عملية تساعدك على التفكير بشكل أكثر إبداعًا وتعاونًا لحل المشكلات وإيجاد الحلول. على الرغم من أن الأمر قد يكون معقدًا وشاقًا في البداية، إلا أنه باستخدام الأدوات والدعم المناسبين، يمكنك تسخير قوة التفكير التصميمي للارتقاء بعملك إلى آفاق جديدة.