شباب اليوم طموح و مطلع على العالم بشكل أكبر من الجيل السابق، و مطلّع على الناس العظماء الناجحين و أصحاب الثروة الطائلة في كل مكان وزمان، لذلك تراه يفكر في تغيير حياته نحو الأفضل، ويفكر في عدة أشياء في نفس الوقت، و يخطط لها و يبحث عن سبل تحقيقها، كالحصول على شهادة في تخصص معين، واستثمار مشروع تجاري؛ تعلم لغة أجنبية أخرى و غيرها و في ظل التطور التكنولوجي الكبير و توفر طرق التعليم التي من جهة تساعد و توفر الوقت ومن جهة ثانية تضع الشاب الطموح في دوامة من الاختيارات و لكن الأمر الواضح الذي لا يختلف فيه اثنان أنّ الإنسان لا يمكنه أن يخطو خطوة واحدة كبيرة يحقق فيها جميع أحلامه دفعة واحدة.
ليس بمقدور أي شخص ولا تحت سلطته تغيير الكثير في خطوة واحدة، لذلك يمكن لكل شخص يريد تغيير واقعه أو التغيير في الحياة وتحسين قدراته أن يبدأ بخطوة واحدة ويركز عليها ثم ينتقل إلى غيرها، ومهما كانت هذه الخطوة صغيرة فسينجح بالتأكيد إن واصل العمل عليها، وهذه القاعدة تسمى قاعدة التغيير بمقدار واحد مل، ماهي آلية هذه القاعدة؟ وما مدى قدرتها في إحداث التغيير، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال الذي سأحكي لكم فيه عن تجربة صديقي مع هذه القاعدة.
الجميع لديه أعمال يومية وانشغالات كثيرة تشكل غيمة كبيرة تخفي وراءها أحلام كبيرة وطموحات بناءة، ولكننا إذا ما حاولنا أخذ نفس عميق وهونا على أنفسنا الموضوع سنجد أنّ بإمكاننا تحقيق كل تلك الآمال ببساطة وبجهد أقل، وذلك باتباع قاعدة التغيير بمقدار واحد مل التي تعتمد على العمل في مجال أو موضوع واحد بشكل يومي وفي وقت قصير لا يتعدى الدقائق.
ما عليك سوى أن تختار موعدا ثابتا يوميا، وقم بالعمل على المجال الذي اخترته لمدة صغيرة لا تتعدى الدقائق، واستمر على هذا الحال مدة شهر كامل فستجد تغييرا بمقدار ممتاز لم تكن تتوقعه وبمجهود أقل وزمن قياسي.
ويمكنك أن تختار عدة مجالات أو مواضيع، ولكل منها توقيته المناسب الثابت في اليوم، وبالاستمرار والتحدي ستنجح في الأخير وتخطو خطوات ناجحة في المجالات المختلفة التي اخترتها.
من تجارب أحد الأصدقاء الذين طبقوا هذه القاعدة: التغيير بمقدار 1مل، استطاع تعلم لغة برمجة جديدة و جني بعض المال الإضافي من خلال موهبته في تصميم الشعارات، حيث خصص ربع ساعه كل صباح لتصفح درس جديد عن اللغة التي سيتعلمها أو محاولة حل تمرين أو عمل تطبيق بسيط، ويتوقف عن هذه المهمة بعد انتهاء الوقت المخصص لها، ولقد أخبرني أنّه يشعر بالضيق أحيانا عندما لا يحس بنتيجة مرضية في يوم ما، ويعود ليخبرني أنّه يسترجع معنوياته عندما يعلم أنّ غدا موعد جديد، وسوف يتابع ويستفيد ، وقد استمر بفعل ذلك لأكثر من شهر، وأيضا خصص في المساء ربع ساعه اخرى للعمل في تصميم الشعارات والصور المختلفة و مع مرور الوقت وجد نفسه حقق عائدا لا بأس به من هذه الهواية، وكذلك تمكن من تعلم لغة البرمجة التي أراد تعلمها و كل انشغالاته الحياتية الأخرى على ما يرام، وهي النتيجة التي لم يكن سيتحصل عليها لولا هذه القاعدة التي أصفها بالسهلة الممتنعة، و هي ليست مستحيلة و لكنها تحد بسيط للصبر على النتائج، النتائج الممتازة طبعا .
قاعدة التغيير بمقدار واحد مل مناسبة للجميع والسر في نجاحها يكمن في الاستمرار والالتزام بالموعد المحدد لها.
هذه القاعدة ليست فقط لتعلم شيء جديد، أو تطوير مهارة معينة، أو جمع بعض الأموال الإضافية، إنّها قاعدة للتغيير نحو الأفضل في مختلف المجالات في عباداتك، في معرفتك بنفسك، في علاقتك باهل بيتك، في عاداتك الغذائيه، في طريقة تفكيرك، في قائمة تطول من الأمور، ........
واعلم ان الواحد مل قد يكون في تقدم وقد يكون في تأخر وتراجع
ختاما، إذا ما تقدر تخطو واحد مل، فلا تتعب نفسك بالنظر للنجوم البارزه والنجاحات الخارقه لان وراءها الكثير من الجهد ومحاولات يعجز عن حصرها