استراتيجية المحيط الأزرق: كيف يمكن تحقيق الابتكار والنمو المستدام في الأعمال؟

 

 

الاستراتيجية علاقه تاريخيه بين الإدارة والعلوم العسكريه. حيث هناك تنازع على منطقة محدودة، ويحاول كل طرف أن يأخذ أكبر جزء منها. لذلك أصبحت الفكرة السائدة هنا هي حقي وحقك، وذلك ليس تفكيرًا إداريًا سليمًا، وإنما تفكير عسكري بحت يدفعك لمحاولة الاستيلاء على مكان ضيق ووضع قيمتك فيه قدر الإمكان.


 

في الإدارة والأعمال، التنافس في الصناعات المزدحمة ليس وسيلة للحفاظ على الأداء العالي. الفرصة الحقيقية هي خلق محيطات زرقاء من مساحات السوق الكبيرة. كواحدة من أمتع النظريات التي يمكنك البحث فيها والقراءة عنها، أقدم لك أخي نبذة مختصرة وممتعة عن استراتيجية المحيط الأزرق.


 

ما هي استراتيجية المحيط الازرق وما تعريفها؟ وما الذي تقوم عليه بالتحديد؟


 

تدور استراتيجية المحيط الأزرق حول فكرة أساسية في عالم الأعمال، وهي ألا تبقى في منطقة واحدة وتحصر نفسك فيها، فالحياة واسعة، واحتياجات الأشخاص لا حصر لها، والعملاء ليس لهم نهاية. إذن عليك أن تفكر في الذهاب لمنطقة أخرى أكثر اتساعًا لتقدم فيها خدماتك أو منتجاتك، وتتميز وتبتكر فيها.


 

ومن هنا أيضًا جاء مبدأ المحيط الأزرق، لأن البحار دائمًا ما تكون مكتظة بأصحاب الأعمال، إلا المحيط، فلا يغامر ويبحر فيه سوى قلة قليلة؛ وهم المغامرون الذين دائمًا ما يكونون على أهبة الاستعداد للمخاطرة والتجربة. ولكن هناك عدة مبادئ أو نقاط تناقشها الاستراتيجية لتتمكن من تنفيذها.


 

  • النقطة الأولى تقول لك استراتيجية المحيط الازرق راجع القيم التي تقدمها خدماتك أو منتجاتك وأعمالك التشغيلية. عليك أن تسأل نفسك، هل يحتاج العميل إلى هذه القيمة التي تقدمها بالفعل؟ وهل أعمالك هذه مفيدة حقًا؟ أم من المفترض أن نتخلص من جوانبها غير المفيدة من وجهة نظر العميل؟ كما يجب أن تضع في الاعتبار أن أي شخص سيكون لديه ولاء وحب للخدمات التي يقدمها بنفسه، لكن ليس هذا ما يفيد عملك ويساعد على نجاحه، وإنما وجهة نظر العميل هي التي تساعدك على النجاح.


 

  • النقطة الثانية


 

تناقش استراتيجية المحيط الازرق في هذه النقطة متى يجب عليك الانتقال إلى محيطك الأزرق، وما الوقت المناسب لتبحث فيه عن منطقة جديدة. الفكرة هنا في التوقيت، لأنه ليس صحيحًا أبدًا أن تبتكر شيئًا جديدًا وتقدمه للعملاء، في حين أن السوق لم يتشبع بعد من الخدمة الأساسية التي تقدمها، والتي لا تزال بحاجة إلى المزيد من التطوير والتحسين. ولا زلت تستطيع الحصول على المزيد من الربح والفوائد منها. الأهم هو ألا تقوم بعمل منطقة جديدة يتوافد الناس عليها، ثم تنتقل منها إلى منطقة أخرى قبل ان تستفيد منها بالقدر المناسب.


 

  • النقطة الثالثة من أهم نقاط استراتيجية المحيط الازرق


 

في هذه النقطة، تقوم الاستراتيجية بتقسيم العملاء إلى ثلاثة أقسام أو فئات يجب عليك معرفتهم ودراستهم جيدًا من أجل معرفة المنطقة التي تبدع فيها، والمحيط الذي يناسبك. هذه الفئات كالتالي:

  • الفئة الأولى: هو العميل الذي يحب مؤسستك ويشعر بالولاء والانتماء لها. فبمجرد أن تطلق منتجًا جديدًا قد لا يتضمن أي ميزات جديدة تُذكر إلى السوق؛ سيفرح العميل للغاية ويسعى لشرائه دون أن يفكر في مزايا هذا المنتج أو عيوبه. كما ستكون أقصى أمانيه أن يكون أول من يحصل على هذا المنتج.


 

  • الفئة الثانية: هو الذي يكون في مرحلة البحث عن مؤسسة جديدة تقدم له الخدمة أو المنتج الذي تقدمه مؤسستك. هذا العميل لم يعد يأتي إليك لأنه يرى من وجهة نظره أنه لم يعد هناك قيمة توفرها له مؤسستك. لذلك فهو يبحث حاليًا عن البديل.


 

  • الفئة الثالثة: هو العميل الذي يشتري خدمتك أو منتجك اضطرارًا فقط؛ لأنه لا يوجد سواك كمؤسسة تقدم له هذه الخدمة. ولكن بمجرد ظهور مؤسسة أخرى توفر له نفس الخدمة أو بجودة أعلى، فسوف تخسر هذا العميل على الفور. ختامًا أخي العزيز، عليك أن تعلم أن الواقع العملي للإدارة وعالم الأعمال يتطلب من المؤسسات أن تفهم المنطق الخاص باستراتيجية المحيط الأزرق، ومعرفة أبعادها وشروط تطبيقها. كل ذلك يأتي مع الدراسة المتأنية وتحديد ما إذا كان الانتقال إلى منطقة جديدة في صالحك أم لا.